الأستاذ محمدن منيره يكتب : بداية مبشرة

حمل تعميم أصدرته الأمانة العامة لوزارة الصحة بتاريخ 25 / 09 / 2025 تحت الرقم 000016 والمتعلق باكتتاب طلاب مدارس الصحة العمومية برسم العام الدراسي 2025 – 2026 تصحيحا لكثير من نقاط اختلال مسار هذا الاكتتاب في انتظار استكمال تصحيح الباقي.
بكل صدق وموضوعية لا يختلف اثنان على شفافية مسار الاكتتاب في العام الماضي ولا على مدى احترام معاييره المحددة له، لكن هذا لا يكفي اطلاقا لإضفاء صفة الحسن عليه بسبب تجاهل كثير من الاعتبارات التي عملتُ على توضيحها لمعالي الوزير آنذاك عند زيارته لولاية اترارزة العام الماضي.
اليوم وقد عملت الوزارة ومن أعلى هرمها على تصحيح بعض تلك الاختلالات في مسار الاكتتاب لا يسعني إلا أن أثمن ذلك التصحيح مبينا النقاط التالية.
أولا ستستقبل ملفات المترشحين في المدارس بالداخل دون حاجة المترشحين للتنقل إلى العاصمة لتقديم ملفات ترشحهم كما حدث في العام الماضي وهذا تقريب حقيقي للخدمة من مواطنينَ لا تتساوى قدراتهم المادية ولا حظوظهم في التنقل والإقامة. كما أن فيه نوعا إعادة الثقة للمدارس وتحميل كل مدرسة مسؤولياتها المهنية والأخلاقية اتجاه مهامها، إضافة إلى أن فيه إتاحة الفرصة أمام عمال المدارس ليعيشوا تجربة تنظيم مسابقة مهنية ذات ضوابط معينة في فترة زمنية محددة.
ثانيا سيتفاضل تفاضلا نسبيا المترشح الناجح في دورة البكالوريا العادية عن منافسه الناجح في الدورة التكميلية وهذا انصاف غاب عن المسابقات الفائتة وفيه إحقاق لحق طال غمطه.
ثالثا سيفسح المجال لاكتتاب مترشحين أحرار من حملة شهادة البكالوريا للسنوات الثلاث الأواخر بعد أن احتكر على حملة باكالوريا سنة الاكتتاب، وهذا تصحيح مهم إذ أنه يدخل في إطار الهدف الأصلي لافتتاح المدارس المهنية وعملها على تكوين مهنيين أكفاء من أجل امتصاص البطالة في الشباب الذين لا تتوفر لهم إمكانية الالتحاق بالجامعات أو الذين تقصيهم معايير التسجيل الجامعي.
رابعا غلق باب تحويل الناجحين من مدرسة إلى أخرى وهذا في الحقيقة أمر يحتاج إلى كثير من التنظيم وإعادة النظر إذ أن التحويل غير المنظم من مدرسة لأخرى يخلق نوعا من الضغط على المدارس الأقرب للعاصمة دون المدارس الاخريات، مما يزيد اكتظاظ أقسامها وقاعات تطبيقها وشغل مواقع تدريبها وتأثيره المباشر على تدبير مواردها.
خامسا وهو الأهم دعوة إدارات المدارس إلى ضرورة التنسيق في تسيير إجراء المسابقات الشيء الذي يجب أن يشمل توقيت ومدة استقبال الملفات وعدم الترشح في أكثر من مدرسة لتخفيف قاعدة بيانات الترشح ويخفف معالجة الملفات وتساوي الفرص بين المترشحين، كما يجب أن يشمل توقيت إعلان النتائج وفترة اعتمادها.
هذا التصحيح في مسار اكتتاب طلاب مدارس الصحة العمومية أرجو أن يكون الخطوة الأولى في مسار الألف ميل الذي سيسلكه معالي وزير الصحة في هذا القطاع الحيوي، كما أنبه صناع القرار في وزارتنا الموقرة إلى أن هذا التغيير الدائم في الإجراءات إضافة إلى أمور أخرى نعرض لها في حينها ناتج عن اختلال إداري مركزي إصلاحه يفتح الباب على مصراعيه لإصلاح التكوين الصحي ككل.
الأستاذ محمدن منيرا مدير دروس مدرسة الصحة العمومية بروصو