الساحل والصحراء

مسلحون يختطفون صحفيين من التلفزيون المالي

أقدم مسلحون يُشتبه بانتمائهم إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين -المرتبطة بتنظيم القاعدة- على اختطاف صحفيين من التلفزيون الرسمي المالي، قرب بلدة كونّا في إقليم موبتي وسط البلاد، في أحدث حلقة من سلسلة استهداف الإعلاميين والمسؤولين المحليين في مناطق النزاع.

 

المخطوفان هما: داودا كوني الذي عُيّن حديثا مديرا للمحطة في مدينة دوينتزا، وزميله المصور سليف سنغاري.

 

وكان الرجلان يستقلان حافلة نقل صغيرة بين سيفاري وكونّا عندما أوقف مسلحون المركبة نحو الساعة الثانية بعد الظهر.

 

وبحسب مصادر محلية، أُفرج عن بقية الركاب بينما اقتيد الصحفيان إلى وجهة مجهولة.

 

وامتنعت إدارة التلفزيون الرسمي و”بيت الصحافة” في باماكو عن التعليق، تفاديا للتأثير على أي مساع لإطلاق سراحهما.

 

غير أن أحد مسؤولي الجمعيات الصحفية في مالي عبّر عن قلقه قائلا “نحن أهداف في كل مكان”، في إشارة إلى تصاعد المخاطر التي تلاحق الإعلاميين.

الصحفيون في دائرة الخطر

منذ عام 2020، شهدت مالي سلسلة عمليات خطف استهدفت صحفيين محليين، بينهم ساليك أغ جدو ومصطفى كوني من “راديو كوتون أنسونغو” عام 2023، وسوري كوني من “راديو سوبا” في سيغو، وموسى مبانا ديكو من “راديو داندي هايري” عام 2021، إضافة إلى حمادون نياليبولي من “راديو داندي دوينتزا” عام 2020 الذي يُعتقد أنه قُتل بعد اختطافه على يد صيادين تقليديين من جماعة “الدوزو”.

 

كما قُتل الصحفي عبد العزيز جبريلا من “راديو ناتا” عام 2023 خلال هجوم مسلح خُطف فيه زميلان له.

 

ولم تقتصر الاعتداءات على الصحفيين المحليين، فقد عاش الصحفي الفرنسي أوليفييه دوبوا عامين في الأسر قبل أن يُفرج عنه عام 2023، بينما اغتيل صحفيا إذاعة فرنسا الدولية، غيسلين دوبون وكلود فيرلون، في كيدال شمالي مالي عام 2013 على يد مسلحين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

 

ولا يواجه الصحفيون الماليون تهديد الجماعات المسلحة فحسب، بل يتعرضون أيضا لضغوط من السلطات الانتقالية التي تولت الحكم بعد انقلاب 2020.

 

إذ تُفرض قيود على التغطيات الناقدة، ويواجهون عقوبات تصل إلى الإيقاف أو الملاحقة القضائية، مما يدفع كثيرين إلى ممارسة الرقابة الذاتية خصوصا في ما يتعلق بالجيش وإدارة الدولة.

 

وقد نددت منظمات حقوقية وصحفية، بينها العفو الدولية والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة “مراسلون بلا حدود“، مرارا بما وصفته بأنه “تدهور خطير” في حرية الصحافة وحرية التعبير في مالي، محذّرة من أن استمرار هذه الانتهاكات يفاقم عزلة الإعلاميين ويجعلهم أكثر عرضة للاستهداف.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى