مقالات

هل تمكنت الصحافة الإسبانية من استفزاز النظام الملكي المغربي بعد حوارها المطول مع الامير مولاي هشام ؟

بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم

بعد طول غياب ، ظهر الامير مولاي هشام من خلال منصة جريدة “الكونفيدونسييل” الإسبانية عبر حوار مطول تم نشره في عدة اجزاء .
وخلال الجزء الاخير من هذا الحوار تطرق الامير الأحمر لعلاقته بالمخابرات المغربية ، حيث عبر عن قلقه من المملرسات التي تقوم بها والتي وصفها بالمرض والخلل العميق .
وقد حاولت الجريدة المذكورة صب الزيت في النار عبر التدليس بأسئلة لجر ابن عم الملك للحديث عن امور لا علاقة لها بالواقع اساسا .
فقد سالته أسئلة توهم مشاهد الحوار ان هناك صراعا بين الاجهزة عموما والامنية على وجه التحديد . وقد تمكنت بالفغل من استدراجه ورد بالاجوبة التي تبحث عنها .
وردا عن هذا السؤال المشفر اكد مولاي هشام ان صراع الاجهزة الامنية هو خلال عميق اصاب جميع الاجهزة حيث انها تجاوزت كل صلاحياتها بعد الربيع العربي .
ومن ردود الامير الصادمة ، اكد ردا على أحد الاسئلة ان الاجهزة الامنية تتعمد “صناعة خاصة” للسيطرة على الناس، تعتمد على “منظومة كاملة من المراقبة، والتلاعب القضائي، والخنق الاقتصادي”، بل وتمتد إلى تهميش الأشخاص من خلال “وصمهم بسلوكات جنسية سيئة”.
وبهذا الرد يكون الامير قد حقق هدف الجريدة من اللقاء ، حيث منحها الأجوبة التي تبحث عنها لتؤكد الرواية التي يذهب إليها الإعلام الإسباني بكون المغرب يعيش على إيقاع فوضى عارمة على جميع الاصعدة .
واكد من خلال نفس الحوار ان “هذه الأجهزة تتدخل في الحياة الخاصة للناس، وتلفق فضائح جنسية، وتمارس الابتزاز وتشويه السمعة، وتصدر أحكاماً بالموت الرمزي على الأشخاص”، معتبراً أن هذه الممارسات “بالغة الخطورة” و”مدانة من منظور الإسلام”، الذي يضع حماية كرامة الإنسان كمبدأ أول.
كلنا نعلم ان الامير مولاي هشام معارض من نوع آخر ، وكل خرجاته تؤكد ذلك ، وقد عنون سيرته الذاتية “الامير المنبوذ” ، ويحاول انتقاد النظام الملكي بمناسبة وبغيرها .
لكن خرجته االاخيرة يمكن اعتبارها بمثابة اتحاده مع خصوم المملكة وتحقيقه لمآربهم ، وقد قبل ان يكون حصان طروادة التي يركب عليه إعلام جارتنا الشمالية للنيل من المغرب ملكا وشعبا .
جدير بالذكر ان الامير يعيش وأفراد اسرته الصغيرة منذ سنوات بالديار الامريكية ، وقد حاول استفزاز ابن عمه الملك محمد السادس غير ما مرة من خلال مقالاته المنشورة بكبريات جرائد العالم ومن خلال لقاءاته التلفزيونية لغرض في نفسه .
اللقاء الاخير للامير الذي حول نفسه لمواطن وطلب تجريده من صفة الامير اكد بما لا يدع مجالا للشك ان ريما عادت لعادتها القديمة بعد طول غياب ، وبعدما اعتقد المتتبعون للشأن السياسي انه قطع مع هذه الممارسات المسيئة للمغرب ملكا وشعبا .
لقد أثار الحوار المعلومة الكثير من الجدل وأسال مدادا كثيرا ومازال الجدل متواصلا ، وقد رد عليه الكثير من المغاربة الاحرار عبر تعليقات نارية لعل وعسى ان يستوعبها .
لنفرض جدلا ان كل اجوبته صادقة ، فهل يجوز ان ينشر غسيل المملكة امام العادي والبادي ليستغلها العدو ضدنا عاجلا او آجلا . ما كان عليه ان يقبل ان يكون اداة الصحافة الإسبانية للانتقام من النظام المغربي ، فهو اولا وأخيرا ابن دار المخزن وتربى تربية ملكية تغنيه عن هذا السلوك المشين .
بكل تاكيد ان هذا الحوار المطول لن يحرك شعرة في النظام المفربي ، فقافلته تسير وإنجازاته القوية تشهد عليه ، وقد اصبح محط انظار العالم وتصدر الريادة في عدة مجالات وهذا ما بقض مضجع كل مهاجميه …

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى