مقالات

هل ينجح الرئيس البلغاشي في حماية كرسيه ؟

تبدو خطوات الرئيس الملغاشي الخمسيني أندري راجولينا، الذي يواجه نظامه احتجاجات منذ الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي، بدأت برفع مطالب اجتماعية، وانتهت بالدعوة لرحيله، كما لو أنها محسوبة.
يستحضر الرجل كيف قدم إلى كرسي الرئاسة عام 2009، على وقع انتفاضة شعبية، أزاح على إثرها الجيش الرئيس السابق مارك رافالومانانا، واختاره هو رئيسا انتقاليا، لذلك فإنه يحاول جاهدا أن لا يلدغ من ذات الجحر.
منذ الأيام الأولى للاحتجاجات، عمد راجولينا الذي أسس عام 2007 حزب “الشباب الملغاشيون المصممون”، إلى إقالة الحكومة، وتعهد بحل المشاكل الخدمية المتعلقة بالماء والكهرباء.
خاطب الرئيس الشباب عبر فيسبوك، ودعاهم للحوار، متشبثا بأنه المخرج الوحيد للأزمة التي تمر بها المستعمرة الفرنسية السابقة.
لم يسكت غضب المحتجين، ولم تُجد حلول راجولينا، فسعى إلى قطع الطريق أمام الجيش حتى لا يستغل الاحتجاجات ليطيح به، على غرار ما حصل 2009 في البلاد، وحصل عدة مرات في بلدان إفريقية أخرى.
عين راجولينا جنرالا رئيسا للوزراء، و3 عسكريين ٱخرين في مناصب مختلفة، مكتفيا بهذا القدر من الوزراء مرحليا.
لكن خطوته هذه لم تثن الجيش عن التحرك من ذات القاعدة التي تحرك منها عام 2009 منهيا نظام رافالومانانا.
أصدر وزير دفاع راجولينا تعليمات للجيش بتفادي المواجهة مع من وصفهم بالإخوة الغاضبين، وأعلن رئيسُ وزرائه الاستعداد للإنصات إلى جميع القوى، من شباب ونقابات وعسكريين.
أصدر راجولينا لاحقا بيانا، أعلن فيه تناقض مساعي انتزاع السلطة بالقوة، مع الدستور والمبادئ الديمقراطية، ودعا لصون “النظام الدستوري” و”السيادة الوطنية”.
أعلنت وحدة تمرد في الجيش السيطرة على جميع القواعد العسكرية في البلاد، وقالت إن جميع أوامر الجيش الملغاشي البرية، والجوية، والبحرية، ستصدر عنها.
بعد ساعات حضر وزير دفاع راجولينا مراسم تعيين المتمردين للجنرال ديموستين بيكولاس كقائد جديد لأركان الجيش، وأعلن مباركته للإجراء.
مباركة اتضح لاحقا أنها تصب في صالح راجولينا، فعندما سئل قائد الأركان الجديد عما إذا كان يدعو الرئيس للتنحي عن السلطة، رد بأنه لا يريد مناقشة شؤون سياسية داخل منشأة عسكرية.
فهل ينجح رجل الأعمال الذي لم يتجاوز مستواه التعليمي البكالوريا في الحفاظ على كرسيه الرئاسي؟ أم يضطر للمغادرة مكرها؟
الساعات والأيام القادمة ستكشف لنا ما إذا كانت إقامة أندري راجولينا ستطول في قصره بأنتاناناريفو، أم أنه سيجمع حقائبه على عجل رفقة ميالي رازاكنديسا، وأبناءهما الثلاثة: أرينا وإيلونستوا وإيلونا، وينضم بذلك إلى قائمة المغادرين كرها لكراسيهم!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى