مقالات

من وحي المفتول للاستاذ : محمدن ولد منيرا

في مجتمعي الذي أهواه وأعشقه ولا اسخط عليه أبدا واتمنى له كل خير ثلاث نقاط حسب تصوري هي مصدر أغلب مشاكلنا وتعاستنا وعدم استقرانا تحتاج منا كثيرا من الاجتهاد لتصحيحها من أجل خلق توازن بين السلوك اليومي والأوامر الشرعية وخلق روح مجتمع إسلامي ودود ومحب

أول هذه النقاط هي

1 العمل الدائم على خلق واعتماد العلاقات الرأسية بدل العلاقات الأفقية مما يضفي على الحياة الأسرية ومن ثم الحياة الاجتماعية ككل نوعا من الصراع والإصطفاف مع طرف ضد آخر مما يقتل الودية والحبية للأسف ويخلق “طابع الموقف المسبق” حتى بين المرإ وزوجه وبين البنت وامها والرجل وابنه ولا تسألني عن بقية أفراد المجتمع.

فالعلاقة الرأسية هي أكبر وأعظم  مداخل الكبر وخلق والتمرد وتاحيج المشاكل.

على عكس العلاقات الأفقية التي تجعل النقاش البيني ـ ولا أقول الحوار ـ طريقة لتبادل الآراء والأفكار وتقاسم المشاكل والافرح والأحزان بعيدا عن السلطوية والتسلط وحب التعالي.

2 أما ثانيها فهي تأخير حق الزوج وتقديم غيره

إن الزوج للاسف يعامل في أغلب الحالات عكس ما بين الشرع فالشرع قدم حق الزوج على حق الوالدين وصحاح الأحاديث النبوية كثر في ذلك وفي مجتمعي وللأسف يمر الزوج بثلاث مراحل حياتية

أولها أمنية غالية لا تقدر بثمن يعيش عليها أغلب الدجالين والمشعوذين والكهان الگزانة

وثانيتها معركة معنوية ـ تجسد حقيقة “صراع الأعداء الأشقاء” ـ من أجل السيطرة وخلق التبعية للأسف تكون هذه المرحلة هي أغلب عمر الحياة الزوجية ودائما ما تكون لها نتائج وخيمة شرعا وعرفا على الأسرة واستقرارها، هذا الصراع وللأسف البالغ يصطف فيه الجميع حتى الراشدون ولو بالصمت  ويكون أمثل الصفين طريقة من يطالب الزوج بالصبر والتحمل ومعايشة ما المجتمع في غنى عنه من شد وجذب وصراع يقتل الشباب والموارد والمرؤءة وقد يزري بالدين ويزرع الشيطنة.

والثالثتها أما يكون ميت يتنمى بقي بعده حيا أن يصفي له السماح، اوحي بين الحياتين والناجي من الوصفين قليل مقسم الى محظوظ ناجح في حياته أو هامل تَرهَّب مع أنه لا رهبانية في الاسلام.

 

3 أما ثالثة  النقاط فهي التقصير في حق الزوج

ـ وهنا لا اكتب الزوجة لأنها خطأ لغوي ـ فالزوج هي سكن الرجل وهي ستره وهي نواة المجتمع الصالح وهي ركيزة التربية وقد فرض لها الله من الحقوق ما ختمه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عليها في أكثر من حديث صحيح فالزوج كائن بشري له كل صفات البشر إلا أنها تتمبز عن الرجل بأنها محكومة شرعا وعرفا بكثير من القيود ومتطلبات القوامة وعليه فعلى الزوج أن يوفر لزوجه حسب مقدرتة كل ما يلبي متطلبات بشريتها وهنا لا أقصد روتينية الماكل والملبس والفراش بل أقصد الحنان والعطف والدعم المعنوي والنصيحة بما يوافق شرع الله واتباع التعليم السماوي المبدع المحكم “امساك بمعروف أو تسريح باحسان” والمعروف وصف جامع مانع لكل انواع البر والاكرام وهذا فعل قد لا يحتاج إلى كثير من الموارد المادية بقدر ما يحتاج إلى طيب المعاشرة واعتماد المثل الأحسن وحفظ الجوارح وحلو الكلام أما الإحسان فهو مفهوم لا يخفى على أحد.

مجتمعي العزيز قد أكون أطلت عليكم لكنني وحسب مشاهداتي وتجاربي المحدودة

خلصت إلى أننا إن أعدنا الأمور إلى نصابها ورفعنا هذه التحديات الثلاثة باعتماد نمط علاقات أفقي على حساب النمط الراسي.

وإعادة حق الزوج إلى مكانه الذي أعطاه الشرع وحتى قانون الغابة.

و نبذ التقصير في حق الزوج وإشباع انسانيتها معنويا وروحيا قبل موازين الماديات.

نحقق  بذلك مقصد الخالق من خلافتنا في الأرض وتستريح قلوبنا وأبداننا وتقل مشاكلنا وخصوماتنا وتنحسر جناياتنا.

الأستاذ محمدن منيرا

اظهر المزيد
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: