مقالات

حزب رئيس وزراء الهند “يسيطر على الفضاء الرقمي ويتحرش بالمسلمات ويهدد ويضايق بل ويقتل نقاده”

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقال رأي لرنا أيوب، الكاتبة في صفحة الرأي الدولي بالصحيفة، قالت فيه إن موقع “واير” الإخباري المستقل نشر في 6 حزيران/يونيو سلسلة من التحقيقات المعمقة اتهم فيها حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الحاكم، بهاراتيا جاناتا باستخدام تطبيق متقدم لاختطاف منصات التواصل الاجتماعي وحتى منابر مشفرة للتلاعب بالرأي العام وشن حملات على الإنترنت ضد من يعتقد أنهم يمثلون تهديدا على الحكومة بمن فيهم الصحافيات.

واستطاع موقع “واير” الدخول في العمق المظلم لحزب بهارتيا جاناتا بمساعدة من مخبر كان يعمل في الماضي في خلية معلومات تكنولوجية عرف عنها بنشر الأخبار الخبيثة والمزيفة. وقد تحدث عدد من السياسيين والناشطين والصحافيين، بمن فيهم كاتبة المقال، ضد الكراهية الوقحة والنقد اللاذع الذي أطلق ضدهم منذ صعود مودي إلى السلطة في 2014. ويتابع رئيس الوزراء نفسه الحسابات على منابر التواصل والتي تعتبر معادية بشكل كبير للمرأة ومتحرشة بالمسلمات بشكل خاص.

فهم حزب بهارتيا جاناتا وبشكل مبكر أهمية السيطرة على الفضاء الرقمي. ولم يشمل فريق مودي في حملته الانتخابية ناشطين سياسيين، ولكن مدراء إعلام وخبراء استراتيجيين بالعلاقات العامة

وعلى خلاف بقية الأحزاب السياسية في الهند، فقد فهم حزب بهارتيا جاناتا وبشكل مبكر أهمية السيطرة على الفضاء الرقمي. ولم يشمل فريق مودي في حملته الانتخابية ناشطين سياسيين، ولكن مدراء إعلام وخبراء استراتيجيين بالعلاقات العامة وجماعات ضغط ومدراء شركات تكنولوجيا معلومات. وقاموا معا بتشكيل استراتيجية لم تؤد إلى تقوية صورة مودي نفسه بل وتشويه سمعة معارضيه.
وفي عام 2013 نشرت الكاتبة تحقيقا أطلقت عليه “مودي أوبراندي” حيث جمعت فيه كل القطع التي يتكون منها مصنع مودي للكراهية. ولكن التحقيق الدقيق والصارم في “واير” أكد وأثبت ما عرفه وجربه الكثيرون من الصحافيين والناشطين على مدى السنوات الماضية. ويذهب أبعد من هذا، فهو يؤكد الخطر الذي يمثله مودي على الديمقراطية الهندية. وكشف تحقيق الموقع المعنون بـ “تيك فوغ” عن الطريقة التي استخدم فيها التطبيق لاستهداف الصحافيات في الهند وعبر هجمات تستخدم التمييز الجنسي والتهديد. وبحسب تحقيق “واير” فالكاتبة، رنا أيوب، تقع على قائمة الصحافيين في الهند الذين تلقوا التحرشات الأكثر فظاعة والتي يولدها التطبيق. وتم استخدامه في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير و أيار/مايو 2021 لإرسال عدد مذهل من التغريدات للصحافية، وهو 22.000 تغريدة. وهناك كاتبة بالصفحة الدولية لواشنطن بوست وهي برخا دات والصحافية نيدهي رزدان وساغريكا غوز اللاتي كن عرضة للتطبيق.
وجاء تحقيق “واير” في ظل تجربة أخرى صادمة، فقد تم وضع أكثر من 100 امرأة مسلمة من بينهن ممثلة معروفة وعدة صحافيات للبيع على تطبيق “مزاد” وهمي على أنها “بولي باي”، وبولي هي كلمة مشينة تستخدم لوصف النساء المسلمات. وتم حذف التطبيق واعتقلت شرطة مومباي ثلاثة أشخاص، من المتعاطفين مع اليمين المتطرف في الهند. وفي بيان لنقابة المحررين في الهند شجب التحرش بالصحافيات والتي ضمت حملات استهداف على الإنترنت والتهديد بالاعتداء الجنسي. ومما يثير القلق أن كل الهجمات تركزت على الصحافيات اللاتي عرفن بنقدهن للحكومة الحالية في الهند. مما يعتبر تشويها لكل القواعد الديمقراطية وخرقا للقانون. وكما هو متوقع لم تتحرك حكومة مودي ولا أي من الوزيرات فيها لشجب الاعتداء على الصحافيات.

تم وضع أكثر من 100 امرأة مسلمة من بينهن ممثلة معروفة وعدة صحافيات للبيع على تطبيق “مزاد” على أنها “بولي باي”، وبولي هي كلمة مشينة تستخدم لوصف النساء المسلمات

ومن الواضح أن حملات التحرش والتخويف الرقمية تهدف إلى استراتيجية واسعة. فهي محاولة من التيار المتطرف إرسال رسالة للضحايا بأن عليهن التعايش مع الواقع وأنهن مذنبات. ففي عام 2018 استخدمت عناصر من حزب بهارتيا جانتا لقطات شاشة لمقطع إباحي تم التلاعب به وأظهر وجه الكاتبة. وبعد ذلك بعام قام موقع متطرف بحملة لاغتيال شخصية الكاتبة وأغرق حسابها على فيسبوك وتويتر بكل التلميحات المهينة حول شخصيتها والرسائل التي تطالب بخدمات جنسية. و”سأكون كاذبة لو قلت إنها لم تؤثر علي وإنه كان علي التمسك بالشجاعة. وفي الحقيقة جعلتني الرسائل والتحرش أفكر بترك مهنة الصحافة، وشعرت بالإهانة. وتم جعلي عرضة للجميع من أجل سحلي الافتراضي على يد الرعاع الذين حولوا وجودي إلى مجرد بضاعة جنسية. وكان من الصعب علي مغادرة الفراش. ماذا يفكر الناس بي؟ وكنت أعرف الحقيقة التي قلتها وأعرف أنني جزء من نظام أبوي يؤكد على شخصية المرأة وأن الطريقة الوحيدة لتشويه صحافية هي مهاجمة شخصيتها. ولكن دعم عائلتي والمجتمع الصحافي كشف لي أن الهجوم علي جاء لأن عملي ترك أثره. استمرت المضايقات حتى هذا اليوم وتم إغراق حسابي على فيسبوك وإنستغرام بأشرس تهديدات الاغتصاب”.
وذكرت أيوب أن متشددين متطرفين اغتالوا الصحافية غاوري لانكيش خارج بيتها في عام 2017. وكانت لانكيش أكثر الصحافيات تعرضا للتحرش والمضايقات على منابر التواصل الاجتماعي. لكن التهديدات لم تقتصر على الفضاء الرقمي. و”قريبا ستصل الكراهية التي تقتل إلى أبواب بيوتنا

المصدر القدس العربي

اظهر المزيد
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: