مقابلات وتحقيقات

(جدار المراقبة) على الحدودية بين تونس وصحراء ليبيا / تقرير

عززت وكالة عسكرية أميركية من قدرة شريط الحدود الإلكتروني المسؤول عن كشف محاولات تسلل من الإرهابيين إلى تونس عبر الصحراء الليبية، ويمتد بطول 258 كيلومترا.

تونس تفكك 33 خلية إرهابية وتعتقل نحو ألف إرهابي خلال 2020

وتتحضر الولايات المتحدة للمرحلة الثانية من إتمام مشروع الشريط المسمى بـ”جدار المراقبة”، وهي نقل إدارة وصيانة النظام إلى الحكومة التونسية، فيما ستركب معدات الكشف عن الأسلحة البيولوجية والنووية والكيميائية على الأبراج في الوقت الحالي، حسب موقع “أفريكا إنتليجينس”.

وكان الاتفاق بين تونس وواشنطن ينص على مد نظام المراقبة الإلكتروني بين بير زار وبرج الخضراء جنوبي البلاد، كي يغطي كامل الحدود التونسية الليبية بلا استثناء، ضمن المرحلة الثالثة، لكن لم تكتمل حتى اللحظة “لأسباب مجهولة”.

وأوضح الموقع الأميركي المتخصص في شؤون الأمن والدفاع بأفريقيا، أن وكالة “الحد من التهديدات الدفاعية” التابعة للبنتاجون هي من أطلقت نظام المراقبة.

أسباب بناء الجدار الالكتروني

هجوم نيس يعيد قضية “إعادة الإرهابيين التونسيين” إلى الواجهة

وبدأ المشروع عام 2015، على يد شركة “يو آر أس” التابعة لمجموعة “أي كوم” الهندسية الأميركية العملاقة، ومولته كل من واشنطن وبرلين، ونفذت أولى مراحله في العام 2017 بطول 195 كيلومترًا بين نقطة رأس جدير الحدودية على ساحل البحر ونقطة الذهيبة.

ثم فازت شركة “يو آر أس” التابعة لمجموعة “أي كوم” في يناير الماضي بعقد جديد قيمته 12 مليون دولار لمواصلة المرحلة الثانية من المشروع، والتي تمتد من الذهيبة إلى بير زار على بعد 90 كيلومترًا جنوبًا.

وانطلق العمل في هذا الجدار بشكل عاجل عقب هجمات باردو وسوسة الإرهابية في مارس ويونيو عام 2015، بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي بلدة بن قردان الحدودية، حينها سرعت تونس خطواتها لحماية حدودها مع ليبيا.

ودام احتلال التنظيم الإرهابي للبلدة حتى شهر مارس العام 2016، ولأجل عدم تكرار تلك الأزمة، قررت السلطات حفر خندق على طول أقسام معينة من الحدود، بجانب نظام الرقابة الإلكتروني.

تونس في معادلة خاصة

تونس.. إحباط مخطط إرهابي وتحذير من “حاضنة سياسية” للمتطرفين

ويرى الخبير التونسي زياد عبد الرؤوف، أن تونس تمثل أهمية خاصة للولايات المتحدة الأميركية لأسباب عدة، ويظهر ذلك في المكانة الخاصة التي تحظى بها لدى خطط القيادة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”.

ويرجع عبد الرؤوف، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، ذلك إلى موقع تونس الجغرافي بمنتصف شمال الغرب الأفريقي، ووجودها على البحر المتوسط في نقطة تجعل من مدينة بنزرت (أقصى شمال تونس) هي أقرب نقطة أفريقية للقارة الأوروبية، وبالتحديد لجنوب إيطاليا حيث تتمركز فرقاطات وبوارج الأسطول السادس الأميركي هناك، موضحا أن واشنطن تتخوف من حدوث متغيرات سياسية أخرى سواء في تونس أو شمال أفريقيا.

واستطرد: “لذلك استقرار تونس يعد أمرا هاما جدا في معادلة استقرار المنطقة ككل، وكذلك ينعكس الأمر على حوض البحر المتوسط وجنوب أوروبا، ومصالح واشنطن”.

وتابع عبد الرؤوف: “اليوم هناك جدية لكلا الطرفين، تونس والولايات المتحدة، لتشديد المراقبة على الحدود مع ليبيا، في ظل تردي الأوضاع أمنيا في الغرب الليبي، جراء استمرار شحن المرتزقة، ما يمثل تهديدا مباشرا على الأمن القومي التونسي”.

اظهر المزيد
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: