أخبار وطنية

هلوسة مقال/ رأب الجفاء بين الصديقين / حلم يراوديني/صورة

قال الوزير الأسبق لعدة قطاعات حكومية والسفير السابق في لندن إسكلو أحمد إزيد بيه إنه سيعتبر أهم إنجاز في حياته لو أتيحت له “فرصة المساهمة ولو بشيء بسيط جدا في رأب الجفاء الذي لحق بالعلاقة المتميزة التي جمعت الرجلين [الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني والسابق محمد ولد عبد العزيز] بإيحاء ممن لا يريدون الخير للبلاد ولا لهما”.

 

ورأى ولد أحمد إزيد بيه في مقال نشره على صفحته في فيسبوك أن ما يجري بين الرجلين “يضر إلى حد كبير بسمعة وكرامة البلاد، إقليميا ودوليا، في ظرف دولي يعرف الرجلان المخضرمان مكامن أخطاره”.

 

واعتبر ولد أحمد إزيد بيه أنه “لا زال بالإمكان تدارك ما يمكن أن يتطور – لا قدر الله – إلى “ربيع برلماني”، من خلال الابقاء على ما وصفه بالمقومات السياسية لحقبة الاستقرار التي ميزت العشرية الماضية، وعلى رأسها إنقاذ الصداقة الجميلة والثقة المتبادلة بين رئيس البلاد الحالي وسلفه.

 

وأرجع ولد أحمد إزيد بيه “الفضل في تجنيب هذه البلاد هشة البنية الاجتماعية وحساسة الموقع الجيوسياسي، ويلات “الفوضى المدمرة”، إلى ما وصفه بـ”التكامل والتفاهم والثقة بين ضابطين ساميين ورجلين سياسيين بامتياز: الرئيس الحالي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز”.

 

وأورد ولد إزيد بيه مثلا على ذلك ما وصفه بـ”لحظتين فاصلتين في تاريخنا القريب: حادثة “رصاصة اطويله” والاستحقاقات الرئاسية الأخيرة”، مردفا بقوله: “لقد كنت شاهدا على عمق الصداقة والثقة الذي كان يطبع العلاقات بين الرجلين، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل قد تحرج الرجلين في الوقت الحالي، وقد لا يتسع المقام للإحاطة بها بصورة مرضية”.

 

وأشار ولد أحمد إزيد بيه في المقال الذي حمل عنوان: “الربيع البرلماني”… إلى أنه “عندما أعلن فوز رئيس الجمهورية الحالي في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، انفرط عفويا – تأكيدا على أهمية العلاقة بين الرجلين – عقد مما تصورته “ابتيتا تاما” ليتضح بعد تمحيص أهل الذكر في الموضوع أنه مجرد قطعة “بوسويرية” مخجلة على الصعيد الأدبي، وهذه النتيجة لم تفاجئني تماما ، لأنني لم أجرؤ على هذا المقام أو غيره من مقامات “الغنى” الجميلة، طوال حياة آثرت تخصيصها لأمور أكثر أهمية بالنسبة لي”. حسب نص المقال.

 

وأضاف ولد أحمد إزيد بيه: “لهذه القصة – على الأقل – مغزى مفاده أنه كان لدي حدس بأن أمن واستقرار موريتانيا – على المدى القريب – مرتبطان إلى حد كبير بالمحافظة على الشراكة التكاملية بين الرجلين، كما تشهد على أنني شعرت وقتها ببوادر خطر يتهدد هذه العلاقة النادرة”.

 

وتوقف ولد أحمد إزيد بيه ما وصفه باجتياح “موجة “الربيع العربي” بلادنا، خلال السنوات الأخيرة بدفع رئيسي من “الإخوان المسلمين” المحليين وحلفائهم وقتها”، معتبرا أنه “لم يكن أحد يتصور أن بلدا مثل موريتانيا سيصمد أمام حريق جاء على الأخضر واليابس في دول ذات مقومات بشرية وعسكرية واقتصادية أضعاف ما تتوفر عليه بلادنا”.

 

وأضاف أنه كان “من الشاهدين على بعض تفاصيل هذه الحقبة الحرجة والتي كان احتمال الانزلاق نحو المجهول فيها أكبر في بعض الأحيان من فرص الاستقرار والسلم الأهلي”.

 

كما توقف مع مطالب المأمورية الثالثة ووصف البرلمان الذي أقدم عليها بأنه “منتهي الصلاحية لأسباب أذكر منها الإجماع المكتوب لأغلبيته على مطالبة الرئيس السابق بالترشح لمأمورية ثالثة في تحد سافر لمقتضيات دستور البلاد واصطداما رأسا بمفهوم التناوب السلمي على السلطة، حجر الزاوية في النظام الديمقراطي”.

 

وأردف أن نهاية الصلاحية ازدادت وضوحا “عندما قرر نفس البرلمان – بمعارضته هذه المرة وهذا لعمري جرم سياسي لا يغتفر! – تشكيل لجنة برلمانية “حماسية” لتحقق في ملفات تم انتقاؤها خصيصا لتلطيخ وتجريم الرجل الذي كانوا يتباكون عليه ويحلفون أيمانا غليظة رهانا على بقائه في السلطة. إنها “اجوغة” بالمفهوم الشعبي الهزلي و”الجوقة” بالمفهوم الفني وهي التي بإمكانها عزف أية “قطعة موسيقية”، عند الطلب. لقد وأدوا الفكر والسياسة والأخلاق في حفرة واحدة، دون استحياء من نظرات الحيرة والذهول التي انتابت بنات موريتانيا وأبنائها، البالغين والقصر”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– لقراءة نص المقال، اضغطوا هنا، أو زوروا ركن آراءIG

اظهر المزيد
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: