مقابلات وتحقيقات

نحن و الأزمة… بقلم محمدن محمد حبيب الله منيرا…

الأزمات والإنسان ترافقا حتى قبل هبوط سيدنا آدم على سطح الأرض ويدل استمرار الحياة البشرية على نجاح الإنسان في التغلب على أغلب الأزمات التي تواجهه وذلك بطريقة أو بأخرى.
وحسب علماء التسيير تُسَيرُ الأزمات حسب مُحَدداتٍ من أهمها:
1 – حدة الأزمة من حيث تهديدها الحياة أو المبدأ.
2 – الموارد المتاحة من حيث:
أ – الوقت والتوقيت
ب – المعلومات
ج – المواد البشرية
د – الموارد المائية
هـ – الموارد اللوجستية.
3 – القدرة على إتخاذ القرار، وتقبل القرار من قبل المعنيين بالازمة.
وفي أزمة البشرية اليوم وفجأة ودون أي سابق إنذار ولا تجربة ضربت جائحة كورونا العالم ودون مقدمات، وفي ظرف وجيز تحول كوفيد 19 من ممرض غير معروف مكتشف حديثا إلى وباء يجتاح الشرق الأقصى منطلقا من بؤرة في الصين ليتحول إلى أسرع جائحة تواجه البشرية، وأخطر تَحدٍّ يرهق الأقوياء دوليا قبل ضعاف العالم.
ومن الطبيعي أن يبدأ الكل في التعبير عن رأيه، وفي التنظير على المرض نفسه وعن سببه وطرق إنتقاله وسبل الوقاية منه بل وشمل التنظير التخطيط الاستراتيجي لحماية الدول والعالم من خطر هذه الحائحة التي تحولت في أقل من شهر من مرض مجهول إلى أشيع كلمة في العالم وأكبر أزمة تواجه العالم في أوج تطوره وتقدمه الدنيوي.
وبما أننا في هذه الأرض الطيبة جزء من العالم يجري علينا ما يجري عليه فقد كان لنا نصيبنا من التنظير فقد اعتمدت حكومتنا لجنة لمكافحة الأزمة بينما طالب بعض أطرنا – معرضين بالفريق الصحي في لجنة مواجهة الازمة – بالإستنجاد بأبطال “حاربوا الكوليرا والحمى النزفية والكريموكونگو” ونص الكلام لصاحبه، متجاهلين أن الأزمة أكبر من القطاع الصحي وحده.
لكن والحمد لله ونحن في الشهر الرابع من عمر الجائحة والذي يقارب عمر خطة كفاحنا لها، أشكر القائمين على مكافحة هذه الجائحة وشكري لهم نوع من شكر الله وحمده فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ومَرَدُّ ذلك الشكر أن الله وحده هو الذي يحمينا وهو الذي قيض لنا أفرادا منا ومن مختلف قطاعات دولتنا الحبيبة بذلوا كل جهودهم لمكافحة جائحة أرهقت العالم مما يجعل قبولهم الإشراف على تحدي المواجهة تَحَدٍّ بِحَدِّ ذاته فبالعودة للمحددات السابقة التي وضعها علماء العالم الحديث للتعامل مع ظاهرة الأزمة نرى الصين والولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا واسبانيا وفرنسا وهم يعانون من حدة الأزمة ومحدودية الموارد وعدم القدرة على إتخاذ القرار المناسب ومن عدم انصياع الناس للقرارات المتعلقة بتسيير الأزمة نعرف أن الأمر أكبر من تدوينة أو كلمة تقال في مجلس في صالون، الأمر أشد وأعظم ويحتاج إلى تصور شامل بل إلى قرارت سيادية تسابق الزمن وتَتَجَردُ من الحول والقوة إلا لرب الحول والقوة سبحانه وتعالى.
الحمد لله الذي بنعمته سخر لنا من أبنائنا من فكروا وقدروا ووفق الله أسبابهم ليحمي عباده بفضله وبأسبابهم.
شكراً للجنة مكافحة أزمةٍ قلبت موازين من خططوا لمكافحة الأزمات، وأقول لها هنيئا وإلى الأمام ولله الأمر من قبل وبعد.
فلا تعبئؤا بأقوال قوم حاولوا الظهور في زمن خفتت فيه كل الأصوات إلا أصوات التلاوة من مآذن مساجدنا وفي بيوتنا ولله الحمد.
محمدن منيرا

اظهر المزيد
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: